ماهي دراسة الجدوى؟ كيفية إعداد دراسة الجدوى

تشكّل دراسة الجدوى عاملاً أساسياً في تنفيذ أي مشروع، إذ يمكن للمؤشرات السلبية إيقاف المشروع قبل البدء به للوقاية من الخسائر، فلا بد من إيلاء دراسة الجدوى الاهتمام المناسب أثناء إعدادها لزيادة فرص نجاح المشروع، وتجنباً للخسائر.
Share on facebook
Facebook
Share on google
Google+
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn

أصبحت دراسة الجدوى من الدراسات الأساسية لأصحاب الشركات ورواد الأعمال بغرض تأسيس أي شركة أو مشروع، وذلك بسبب تنوع مجالات العمل، وتغير العوامل المؤثرة على تأسيس المشروع وتحقيق الهدف من تأسيسه.

ما هي دراسة الجدوى؟

هي دراسة تضم جميع المعلومات التي تجيب عن الاستفسار المتعلق بإمكانية جعل فكرة المشروع أو الشركة المدروسة قيد التطبيق والنجاح.

غالباً ما تكون الإجابة عن هذا السؤال معقدة وليست بسيطة، إذ تحتاج إلى مجهود استقصائي كبير في جوانب عديدة للوصول، عدا عن وجوب أخذ عشرات العوامل التي يجب أن تُراعى كالعوامل المالية، العوامل الفنية والإنتاجية، المنافسين المتواجدين في السوق، وغيرها.

ما هي أهداف دراسة الجدوى؟

تحقق دراسة الجدوى للشركات وأصحاب الأعمال العديد من الأهداف التي تساهم في تعزيز وتطوير عمل الشركة ضمن السوق المستهدف، لذلك تعد دراسة الجدوى عنصراً مهما في الأسواق الجديدة أو الأسواق التي يتواجد فيها قدر كبير من التنافس.

1. إجراء البحوث التسويقية

تهدف دراسة الجدوى إلى معرفة إمكانيات السوق من خلال تحديد حجم السوق والتركيبة السكانية ضمنه. إضافة إلى تحليل المنافسين لدراسة إمكانية اقتحام الشركة للسوق المستهدف.

يمكن أن تكشف دراسة الجدوى أن الشركة لا تملك الموارد اللازمة لدخول السوق، والتحول إلى سوق أصغر بدلًا من ذلك، وبهذا تكون دراسة الجدوى قد جنّبت الشركة الوقوع في الخطأ، وإيقاف المنتج قبل إطلاقه في الأسواق الخاطئة.

2. تحديد الإيرادات المتوقعة

تُستخدَم دراسة الجدوى لتحديد ما إذا كان المشروع المرغوب تأسيسه مربحاً. في حال لم يكن لديك الأدلة الكافية، يمكن الاستناد للتقديرات المدروسة المرتبطة بنمو الصناعة في السوق المستهدفة.

يجب أن تراعِ الشركة جميع التكاليف التي تؤثر بسير المشروع، بما في ذلك نفقات رأس المال، والمواد الأولية، وتكلفة العمالة والإقرارات الضريبية، وغيرها.

3. دراسة إمكانية التوسع

تُعَدَ عملية التوسع، وعمليات الدمج والاستحواذ للشركات، إضافة إلى إدخال خطوط إنتاج جديدة، أو الدخول لأسواق جديدة أسباب أساسية لإجراء دراسة الجدوى. تحتاج العمليات السابقة إلى دراسة دقيقة للعوامل المؤثرة على تنفيذ هذه المشاريع، كالقوانين المتبعة، ومساحة وتكاليف البناء. 

4. دراسة التدفق النقدي

تتيح دراسة الجدوى تقدير تكاليف التشغيل اليومية الخاصة بك، إضافةً إلى دراسة أي توسع في مصادر التمويل. يطالب المقرضون والمستثمرون في معظم الأحيان إعداد تقرير يتضمن دراسة الجدوى الاقتصادية المتضمنة تفاصيل التدفق النقدي بهدف تقييم مستوى مخاطر الاستثمار في رأس مال الشركة أو المشروع.

أنواع دراسة الجدوى

تتعدد أنواع دراسة الجدوى حسب الهدف من هذه الدراسة، إذ تتيح دراسة الجدوى تقييم المشروع الجديد في أي قطاع من قطاعات الشركة، وتحديد قرار البدء بالمشروع أو لا.

1. دراسة الجدوى الاقتصادية

لا بد من التأكد من أن رأس المال المستثمر يحقق الفائدة المرجوة. هل سيكون المشروع مربحاً؟ هل المبالغ كافية للاستثمار؟ هل هناك ربح جيد من رأس المال المُستثمَر؟

من خلال إجراء دراسة الجدوى الاقتصادية، تُحلَّل قيم العوائد والتكاليف لتحديد الأرباح المتوقعة من المشروع، وهل هناك جدوى من الاستثمار في المشروع وفق رؤية الممولين أم لا، وعادة ما تستحوذ هذه المهمة اهتماماً إضافياً من قبل المدير العام فيما يتعلق بالشؤون المالية في الشركة.

2. دراسة الجدوى الفنية

تشمل دراسة الجدوى الفنية التحقق من الموارد والقدرات الفنية اللازمة لتحويل فكرة المشروع إلى حيز التنفيذ، وما هي الموارد والقدرات المتوفرة إضافةً إلى إمكانية توظيف موارد جديدة لتنفيذ المشروع أو الاستعانة بمصادر خارجية.

عادةً ما تُطبَّق دراسات الجدوى الفنية على أنواع المشاريع التي تحتاج إلى خبرات متقدمة كمشاريع البناء، 

والمشاريع البرمجية، والمشاريع الصناعية، وغيرها.

3. دراسة الجدوى القانونية

تتضمن دراسة الجدوى القانونية جميع الالتزامات التي يجب أن يخضع لها المشروع من الناحية القانونية والأخلاقية، يمكن أن تتضمن هذه القوانين تقسيم المناطق، أو حماية البيانات، أو سياسة الخصوصية، أو طرق تقديم الإقرارات الضريبية للجهات المسؤولة، أو غيرها.

4. دراسة الجدوى التشغيلية

تُعد دراسة الجدوى التشغيلية من أهم الدراسات التي تفيد في تحديد مدى جودة المعالجة التي يُقدّمها المشروع المقترح لحل المشكلة الموجودة، تساهم دراسة الجدوى التشغيلية في ضبط انحراف المشاريع التي يصعب الربط بينها، أو التي لا تساهم بحل المشكلة المطروحة بشكل مباشر.

5. دراسة الجدوى الزمنية

تهتم دراسة الجدوى الزمنية بدراسة مدى ملائمة زمن تنفيذ المشروع أو ما يُعرَف بالجدول الزمني للمشروع مع المشاريع الحالية للشركة، والموارد المتاحة للتخصيص للمشروع الحالي.

تساهم دراسة الجدوى هذه في تجنب التكاليف الإضافية غير المتوقعة التي يمكن أن تنتج عن التأخيرات الزمنية والتعارض بين موارد الشركة عند استخدامها في مشاريع متعددة.

كيف أبدأ بإعداد دراسة الجدوى

كيف أبدأ بإعداد دراسة الجدوى؟

على الرغم من أهمية دراسة الجدوى، وتأثيرها على مختلف قطاعات المشروع، إلا أن طرق إعداد الدراسة عديدة وتتبع لعوامل كثيرة، إلا أن معظم دراسات الجدوى تشترك بالخطوات التالية:

1. حلل المشكلة

لا بد من إجراء تحليل أولي لمتطلبات المشروع، لتقييم قابلية التنفيذ وجدوى الخطة المقترحة، هل تمتلك الشركة الإمكانيات والموارد اللازمة لبدء المشروع؟ ما هي مقاييس الربحية المستخدمة وعوائد الأرباح؟

يساعد تحليل المشكلة خصوصا عند إشراك الجميع في التحليل إلى فهم أهداف وغايات البدء بالمشروع، والحفاظ على التوافق بالتوجه نحو نفس الهدف.

2. حدّد الميزانية الأولية القابلة للتخصيص

من أهم عوامل فشل المشاريع عندما تصبح قيد التنفيذ هو فشل إدارة فريق المشروع للميزانية المالية المخصصة أو هدرها، خصوصاً في حالة الميزانيات المحدودة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

يرغب أصحاب المصلحة بمعرفة الفرق الكلي الذي سيحدثه الاستثمار الجديد، لا بد من تحديد مبلغ الميزانية المتوفرة للمشروع، إضافةً للإيرادات المتوقعة، وما هي عوائد الاستثمار المرتبطة بالإيرادات والنفقات، وهي المهمة التي يؤديها فريق العمل من خلال إعداد التقارير المالية المناسبة.

3. قم بإجراء البحوث المناسبة

لا بد من إجراء دراسة عميقة للسوق المستهدف، هل هناك طلب على المنتج أو العلامة التجارية الخاصة بك؟ وماهي العوائق التي ستواجهها أثناء تنفيذ المشروع؟ ما هو سلوك المنافسين في السوق؟

لا بد من تقييم مستوى الإنجاز المتوقع مع الأهداف الموضوعة، وإعادة تحليل المشكلة في حال وجود اختلاف بين أهداف الشركة، والتواجد في السوق.

4. قم بإجراء التخطيط المناسب

يجب البدء بإدخال المشروع حيز التخطيط في هذه المرحلة. استناداً للأبحاث التي أُجريَت في الخطوة السابقة، تبدأ الشركة بإعداد خطة تحدد مستلزمات وغايات المشروع إضافة إلى نموذج العمل التجاري.

يتضمن التخطيط تحديد الموارد البشرية والمعدات اللازمة إضافة إلى التقنيات التي يحتاجها المشروع، وتقسيم العمل ضمن المشروع إلى أجزاء أصغر قابلة للإدارة بشكل أفضل.

5. حدد الميزانية النهائية للمشروع

بعد أن تم إعداد خطة متكاملة قابلة للتنفيذ، يجب إعادة تقييم الموارد المالية للمشروع، من خلال إحضار البيانات المالية اللازمة لإعداد الميزانية الرئيسية للمشروع، وتحديد قواعد فتح وإغلاق الدورات المالية المرتبطة بالمشروع، والتحقق من الإيرادات المتوقعة بعد إتمام كافة الدراسات.

6. تحقق من صحة البيانات

الخطة أصبحت جاهزة لاتخاذ القرار النهائي، لكن لا بد من مراجعة كل البيانات السابقة حرصاً على تجنب أي خطأ يؤدي إلى هدر في الميزانية أو الموارد المتاحة في فترة معينة. بل لابد من الإجابة على سؤال مدى فاعلية البدء بالمشروع في هذه المرحلة، والقدرة على قياس الأداء المالي للمشروع من خلال الخطة الموضوعة.

7. اتخذ القرار الأخير

بعد كل الخطوات التي تم إتمامها، أصبح لدى الشركة القدرة على اتخاذ القرار بشأن قدرة المشروع على أن يكون حلاً للمشكلة المطروحة. إن كانت المؤشرات أعطت نتائج جيدة، فلا بد من البدء بمرحل تنفيذ المشروع، أما إن كانت المؤشرات سلبية، فلا بد من إعداد خطة جديدة أكثر ملائمة للأهداف المرغوب بالوصول إليها.

إن كنت بصدد إعداد دراسة الجدوى الخاصة بمشروعك أو شركتك، يسرنا تقديم خدمات الإعداد أو الاستشارة بما يخص ما تخطط له من أعمال نحن شركة إيراد للخدمات المحاسبية. مستشارين وأخصائيين معتمدين لتقديم الخدمات الضريبية (إعداد الإقرارات الزكوية والضريبية، الاعتراض عليها، تحليل التزام الشركة ضريبياً في جميع التعاملات المالية والاستشارات الضريبية).

تشكّل دراسة الجدوى عاملاً أساسياً في تنفيذ أي مشروع، إذ يمكن للمؤشرات السلبية إيقاف المشروع قبل البدء به للوقاية من الخسائر، فلا بد من إيلاء دراسة الجدوى الاهتمام المناسب أثناء إعدادها لزيادة فرص نجاح المشروع، وتجنباً للخسائر.

تصفح المزيد